فالصديق هو الخزينة لحفظ الأسرار ، وهو الذي لا يتأثر برياح الحقد والكراهية الآتية من ضعفاء النفوس
الذين يريدون ان يجعلوا بين الصديق وصديقه حاجزاًٍَ يمنعهم من مواصلة الطريق الذي بدأه سويا
.
والصديق أيضا هو الذي لا يتأثر بأمطار الحسد الساقطة من أناس ليس قصدهم الإنبات وإنما قصدهم الإذبال ،
وهو الذي لا يعطي اي اهتمام للأنباء التي ترسلها الموجات الصوتية المحملة بالأخبار المزيفة غير الموثوق
بها ، ولا ينصت إلى تلك الموجات التي قصدها الاصطياد في الماء العكر .
والصديق أيضا هو الذي لا يشيع اي سر سمعه من صديقه ، وهو الذي يخفض بكلام الأعداء في القاع ليستمر
طريق الصداقة الذي رسمه مع صديقه دون ان يعكر صفوهم احد من البشر
.
والصديق هو الذي يضحي بما لديه فهو الذي يعرف في أوقات الضيق ، ذلك الوقت الذي تنقطع او تستمر فيه
الصداقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم:
"إن من عباد الله ناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء
والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله, قالوا: يا رسول الله فخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله,
على غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطونها, فوالله إن وجوههم لنور, وإنهم لعلى نور, لا يخافون إذا خاف
الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ:
"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
الإنسان كائن اجتماعي يستحيل علية أن يعيش فرداً فهو بحاجة للأصدقاء والآخرين ليأنس بهم ويتعايش معهم
في ظلال الأمن والطمأنينة
..
لذلك تجد كلاً منا يحاول أن يجد صديقاً يرافقه في درب الحياة الوعر فيأنس بصحبته ويشد من أزره به ويستعين
به عند الخطوب
!!
فالمرء يتأثر بصديقة عقيدة وسلوكاً فالصديق يشد من عضد أخيه ويؤازره ويشاركه أفراحه ويقاسمه أحزانه
فيصغر الحزن !! وإذا غلب علية أمر استرشد برأيه وواستنار بمشورته
لـيـس الـصـديـق مـن يـلازمـك فـي حـلـك و ترحلك ، فـي قـيـامـك و جـلـوسـك ،فـي غـدوك و رواحـك .. إنـمـا
هـو مـن يـنـهـضـك عـنـد عـثـرتـك ، ويـصـحـح طـريـق مـسـارك ، ولا يـبـخـل عـلـيـك بـمـا يـفـيـدك...أنـت لـه
مـحـطـة الانتظار ، مـحـطـة الاستراحة الـتـي سـيـجـد عـنـدهـا مـا يـريـد..وهـو مـسـتـودعـك الـخـاص ..نـهـرك
الـذي تـسـتـقـي مـنه كـلـمـا أحـسـسـت بـالـعـطـش
.
ولا يعرف هـذا الـنوع مـن الأصـدقـاء إلا عـند الـشـدة .. عـنـد الـمـحـنة ..عـنـد الـمـصـيـبـة
..تـراه أقـرب الـناس
إلـيـك ..كـمـا تـراه أقـربهـم عـنـد الـراحـة
..عـنـد هـدوء الـنفـس ...ولـكـن قـلما نـجـده..و قلما تـراه . صـداقـة
هـذه الأيام ورقة عـملة مزيفة ..ورقـة يانصـيب ربحهـا خـسـارة
.........الصـداقـة مـواسـاة الروح للنفس إذا
اشـتكت ..العقل إذا تاه ..هـي وردة مـن الورود ..أريج ينثـر رائحـته ، الكل يـسـتنشـق رائحته ، الكل يأنس
برائحـته ، الكل يـشـتاق إلى رائحـته .........وهـذه الصـداقة مفقودة لدينا فأحيوها لعل و عسى
وهل تستغني الزهور عن الندى.!!
والأرض عن المطر!!
هل تستغني أرواحنا عن كلمة طيبة من صديق.!!
الصداقة شيء مقدس.وهنيئاً لمن عرف معنى الصداقة الحقيقية
وبالوفاء والصدق فقط تدوم الصداقة إلى الأبد.
ومهما صادفنا في الحياة أناس يدعون الصداقة وهم كاذبون
لا يعني هذا أن نعمم الأمر على الجميع.فليس كل البشر والقلوب
على ذات الخصال.
يتبع